تجدّد الجدل في الولايات المتحدة حول الحالة الصحية للرئيس الأميركي دونالد ترامب، بعدما لفت الأنظار في ظهوره الأخير داخل البيت الأبيض وهو يخفي يده اليمنى بطبقة واضحة من كريم الأساس، في محاولة بدت جلية لتغطية كدمة داكنة أثارت الأسئلة منذ فترة، وخلال حضوره مراسم توقيع أمر تنفيذي خاص بدعم الأطفال في دور الرعاية، التقطت عدسات الإعلام صوراً لترامب تُظهر اختفاء لون بشرته الطبيعي تحت طبقة مكياج سميكة وغير متجانسة، ما أعاد إلى الواجهة التكهنات التي طفت سابقاً حول تكرار ظهور كدمات وزرقة على يديه، وكان ترامب قد ظهر بالطريقة نفسها في مناسبات عدة، أبرزها لقاؤه بالرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مطلع العام، حين بدت الكدمة أكثر وضوحاً قبل أن تُغطّى مجدداً في ظهورات لاحقة.
البيت الأبيض كان قد قدّم تفسيراً سابقاً لهذه العلامات، مشيراً إلى أن الرئيس يعاني كدمات ناتجة عن المصافحات اليومية المتكررة، إضافة إلى تناوله جرعات من الأسبرين لأسباب وقائية، وهو ما يجعل بشرته أكثر قابلية لظهور آثار الزرقة.
ورغم هذه الشروحات، لم تهدأ موجة التساؤلات، خصوصاً مع استمرار ظهور ترامب بكدمات وضمادات في مناسبات مختلفة، الأمر الذي دفع كثيرين إلى الربط بين هذه العلامات وبين الإعلان السابق عن معاناته من قصور وريدي مزمن، وهو اضطراب شائع لدى كبار السن، وغالباً لا يمثل خطورة كبيرة.
في المقابل، يؤكد طبيبه العسكري شون باربابيلا أن ترامب يتمتع بـ”حالة صحية استثنائية”، موضحاً في مذكرة طبية حديثة أن الرئيس خضع لفحوص مخبرية شاملة وتقييمات وقائية في مركز “والتر ريد”، جاءت نتائجها مطمئنة من حيث وظائف القلب والأوعية الدموية والرئة والجهاز العصبي، ووفق التقرير ذاته، أمضى ترامب ثلاث ساعات في مستشفى بيثيسدا بولاية ميريلاند الشهر الماضي ضمن متابعة روتينية، تلقّى خلالها اللقاح السنوي للإنفلونزا وجرعة معززة من لقاح كورونا، وبين الصور التي تُظهر كدمات متجددة، والتأكيدات الطبية بأن الوضع لا يدعو للقلق، يستمر الجدل داخل الإعلام الأميركي، بينما يبقى السؤال معلّقاً: هل هي مجرد آثار بسيطة… أم إشارة إلى ما هو أبعد مما يُعلن رسميّاً؟

