عادت الممثلة اللبنانية رندة حشمة، بعد غياب طويل، إلى الدراما اللبنانية بدورها في مسلسل “بالدم” الذي يعرض حاليا ضمن موسم دراما رمضان.
وجسدت رندة في المسلسل شخصية “سهى بركات” بعمق استثنائي، جعل حضورها القصير في المسلسل من المشاهد الأكثر تأثيرا.
ومنذ أول ظهور لها بالدور، اسحوذت رندة على انتباه الجمهور، وأثبتت أن قوة الممثل لا تقاس بحجم الدور، بل بأداء مقنع يترك أثرا في ذاكرة المشاهد.
نقلت رندة للمشاهد معاناة “سهى بركات” التي تعيش على هامش الحياة بين الجنون والواقع، نتيجة لقتل زوجها أمام عينيها لابنتها الوحيدة “نضال”، التي وُلدت في المستشفى في اليوم نفسه الذي وُلدت فيه “غالية”، وتمكنت بنظراتها وارتعاشة يدها، وصوتها، وملامحها الشاحبة، من نقل عمق الألم الذي تعيشه الشخصية، فلم تكن تؤدي الدور، بل كانت سهى بركات بكل وجعها، انكساراتها، إذ أضفت واقعية على الدور جعلت المشاهد يتعاطف ويبكي معها، ويتمنى أن تكون “غالية” (ماغي بو غصن) إبنتها الحقيقية حتى لو لم تكن كذلك.
تميزت رندة بقدرتها على إيصال الانفعالات دون الحاجة إلى حوارات طويلة أو أداء صاخب أو مبالغة، إذ تركت الدور لعينيها وصمتها، لدرجة أن لحظة جنونها بالمشاهد بدت طبيعية ولم يشعر المشاهد بأنه أمام مشهد تمثيلي، لذلك أكدت أنها لا تحتاج إلى البطولة المطلقة لتترك أثر، بل يكفي أن تُمنح المساحة المناسبة، وهذا ما يحسب لـ “شركة إيغل فيلمز”، التي أعادت ممثلة قديرة إلى الشاشة، والتي تمنح الفرصة للفن الحقيقي، حتى لو غاب أصحابه لفترة.
بعد غياب طويل عن الشاشة، عادت رندة بمشاهد قليلة لكن بأداء يدرس في عالم الفن، والذي لم يكن وليد اللحظة، بل نتيجة لتراكم خبرات طويلة في هذا المجال.