أحيت الفنانة اللبنانية كريستا ماريا أبو عقل، وبرعاية وحضور راعي أبرشية كندا للروم الملكيين الكاثوليك سيادة المطران ميلاد الجاويش، ريسيتالًا ميلاديًا بعنوان “هلمّوا إلى بيت لحم” في كاتدرائية المخلّص في مونتريال، بحضور شخصيات سياسية وروحية واجتماعية، بينهم النائب الكندي فيصل الخوري، رئيس غرفة التجارة والصناعة اللبنانية الكندية بسام طوشان، عضو بلدية سان لوران عارف سالم، آباء كهنة، ممثلو أحزاب وجمعيات، إعلاميون، وحشد كبير من المؤمنين.
افتتحت كريستا الأمسية بترنيمة Ave Maria كمدخل روحي مؤثر، قبل أن توجّه تهنئة خاصة للمطران الجاويش بمناسبة مرور أربع سنوات على خدمته في كندا، مؤكدة أنّه “رسول سلام” أُرسل ليجمع أبناء الجالية بمحبة ورجاء. بعدها قدّمت مجموعة واسعة من الترانيم الميلادية، من بينها: يا هالطفل النايم، روح زورن، chercher avec toi، نحن ساهرون، جايي الليلة يسوع، ولد المسيح وغيرها، وسط تفاعل لافت من الحضور.
وأظهرت كريستا خلال الريسيتال صوتًا دافئًا مصقولًا بالدراسة والتدريب، وحضورًا هادئًا ترك أثرًا واضحًا لدى الجمهور. كما شهد الحفل وقفتين تأمليتين لكل من مهى لحود وجاسمن موسى، ومشاركة مميزة للمرنم جوني حرب في ترنيمتي “مورانتاه” و”Psaume de la Creation”حيث نال إعجاب الحاضرين بأدائه وعزفه على الغيتار. ورافقه في الفرقة نبيل بو عاصي على الدرامز ونيقولا دكاش على الأورغ، مقدّمين توليفة موسيقية متناغمة منحت الأمسية بعدًا روحيًا وإيقاعيًا متجدّدًا.
واختُتم الريسيتال بميدليه ميلادي مشترك بين كريستا وجوني، تضمن باقة من أشهر الترانيم بما فيها ها الليلة مشعشع نورا، Vive le vent، ليلة عيد، We Wish You a Merry Christmas، يا رعاة خبرونا، Les Anges Dans Nos Campagnes، Gloria، فحوّلت الكاتدرائية إلى مساحة من الفرح والتسبيح الملائكي.
وفي ختام الأمسية، منح رئيس الفيدرالية العالمية للسلام فرانكو فامولارو شهادة تقدير لكريستا ماريا، تكريمًا لدورها في نشر قيم السلام وتعزيز رسالة التلاقي بين الفن والإنسانية.
بدوره، ألقى المطران ميلاد الجاويش كلمة مؤثرة شدد فيها على أن زمن الميلاد هو دعوة لتطهير القلب واستقبال نور المسيح بصدق ومحبة، مؤكدًا أنّ “الطفولة الروحية تبدأ من الداخل”. وتوجّه إلى كريستا بكلمات تقدير قائلاً:
“فتحتُ لكِ الكاتدرائية لأنك لبنانية مشرقيّة مؤمنة بموهبتك. إذا عملتِ على نفسك ستصلين أبعد، لكن لا تنسي أنّ المجد الحقيقي هو للرب وحده”، مضيفًا: “نفتخر بك وبالمسيرة التي وصلتِ إليها، وأتمنى لك كل النجاح.”


















وبذلك، ترك ريسيتال “هلمّوا إلى بيت لحم” أثرًا عميقًا في نفوس الحاضرين، جامعًا بين الإيمان والموسيقى، وباثًّا نور الميلاد في القلوب.
