على مدى عقود، تساءل العلماء كيف يتخلص الدماغ من النفايات الناتجة عن التفكير والعمل اليومي، ومنها بروتينات “الأميلويد بيتا” و”تاو”، التي قد تسبب أمراضًا، منها الزهايمر إذا لم يتم التخلص منها.
في باقي الجسم، يتولى الجهاز اللمفاوي هذه المهمة، لكن الدماغ محمي بحاجز يمنع دخول أو خروج المواد، ما يجعل التخلص من الفضلات أكثر تعقيدًا.
في عام 2012، اكتشف فريق بحثي بقيادة العالمة مايكن نيدرجارد نظامًا جديدًا لتنظيف الدماغ أُطلق عليه “النظام الجليمفاوي”. أظهرت أبحاث على الفئران أن السائل النخاعي يتدفق عبر قنوات تحيط بالأوعية الدموية، يختلط بالسائل الخلالي، ويحمل الفضلات خارج الدماغ. وفي عام 2013، أثبتت نيدرجارد أن هذه العملية تنشط أثناء النوم فقط، وتتوقف أثناء الاستيقاظ لأن الدماغ يكون منشغلاً بمعالجة المعلومات الخارجية.
لاحقًا، أثبتت دراسات على البشر وجود هذا النظام أيضًا، وأن الموجات الكهربائية في الدماغ أثناء النوم تدفع السائل النخاعي لتنظيفه. وأوضح الباحث جيفري إيليف أن اضطراب هذا النظام قد يساهم في أمراض مثل الزهايمر.
كما كشفت تجارب أُجريت عام 2021 أن قلة النوم تقلل من كفاءة هذا التنظيف، وأن الضرر لا يمكن إصلاحه بسهولة بمجرد نوم لاحق. وأكد الباحثون أن هذا “الغسل الدماغي” هو من أهم وظائف النوم، حيث يعيد ضبط الدماغ ويخلصه من السموم.