زهرة عرفات تكشف كواليس دورها في مسلسل أمي وترد على التنمر

كشفت الفنانة زهرة عرفات عن سر رغبتها الانسحاب من مسلسل أمي خلال تصويره، وتحدثت عن الأزمة الصحية التي كانت تمر بها وتأثير الشخصية التي لعبتها في المسلسل على حياتها الخاصة.

 انسحاب زهرة عرفات 

 وفي لقاء لها مع برنامج تفاعلكم قالت زهرة عرفات: “احنا اجتهدنا بصورة مو طبيعية في ظروف مناخية جدًا قاسية لدرجة أنا تعبت وقلت لهم بنسحب لاني تعبت وكنت طالعة من عملية ومرض وحر والشخصية جدًا كئيبة تعبتني”.

وتطرقت زهرة عرفات خلال اللقاء للحديث عن التحديات التي واجهتها أثناء تصوير مسلسل “أمي”، مشيرة إلى أن الدور الذي جسدته كان من أصعب الأدوار التي قامت بها. أوضحت أن الشخصية التي أدتها تطلبت منها التعبير عن مشاعر معقدة ومتناقضة، مما استدعى منها التعمق في الشخصية وفهم دوافعها بشكل دقيق.

كما تناولت زهرة عرفات موضوع الشعر الأبيض، مؤكدة أنها لا ترى فيه عيبًا بل تعتبره علامة على النضج والتجربة. أشارت إلى أنها تعرضت للتنمر بسبب ظهور الشعر الأبيض في بعض أعمالها، لكنها قررت أن تتقبله وتظهر به بكل فخر، معتبرة أن الجمال الحقيقي يكمن في الثقة بالنفس والقبول الذاتي.

أعربت زهرة عن سعادتها بالعمل مع فريق شاب في مسلسل أمي، مشيرة إلى أن التعاون مع المواهب الصاعدة يمنحها طاقة إيجابية ويجدد شغفها بالفن. أشادت بالاحترافية التي أظهرها الفريق الشاب، مؤكدة أن المستقبل الفني في الخليج واعد بوجود مثل هذه الطاقات.

 مسلسل أمي

في موسم درامي مزدحم بالأعمال الخليجية، نجح المسلسل السعودي أمي في فرض حضوره كأحد أبرز الإنتاجات التي تصدرت المشهد الفني في شهر مايو 2025، متصدرًا التريند في منصات التواصل الاجتماعي، ومحققًا نسب مشاهدة مرتفعة عبر شاشة MBC ومنصة شاهد VIP. العمل لا يكتفي بتقديم قصة مشوقة، بل يعالج قضايا إنسانية واجتماعية شائكة، ويعيد فتح ملف الطفولة المهملة بأسلوب مؤثر وواقعي.

قصة تمس القلوب وتعكس واقعًا صامتًا

يروي مسلسل أمي حكاية الطفلة بسمة، التي تبلغ من العمر سبع سنوات، وتعيش في منزل يغيب فيه الأمان وتغيب فيه الأمومة رغم وجود والدتها. تتعرض بسمة للتعنيف والإهمال على يد زوج والدتها، في ظل غياب أي تعاطف أو حماية. وحين تلاحظ معلمتها مريم آثار الضرب والخوف في عينيها، تتخذ قرارًا مصيريًا يتمثل في اصطحاب الطفلة والهرب معها، لتتحول فجأة من معلمة إلى أم بديلة، وتبدأ رحلة مليئة بالمخاطر والتحديات.

المسلسل مأخوذ عن النسخة اليابانية الأصلية Mother التي عُرضت أيضًا في تركيا بعنوان Anne، لكنه يقدم معالجة محلية ملائمة للواقع الخليجي، بما يتضمنه من قيم وصراعات اجتماعية وإشارات إلى هشاشة بعض الأنظمة المتعلقة بحماية الطفل.

أداء تمثيلي لافت بقيادة زهرة عرفات

يشارك في بطولة المسلسل مجموعة من النجوم، على رأسهم الفنانة زهرة عرفات التي تؤدي دورًا محوريًا في المسلسل، إلى جانب الفنان تركي اليوسف، والفنانة العنود سعود، والفنانة رنا جبران، والممثلة الطفلة ترف العبيدي التي أبهرت الجمهور بأدائها المتقن لشخصية بسمة. كما يضم العمل نخبة من الأسماء اللامعة مثل فايز بن جريس، ريم العلي، نايف الظفيري، سناء بكر يونس، أسمهان توفيق، وليلى السلمان.

زهرة عرفات تحدثت مؤخرًا في برنامج تفاعلكم عن تجربتها في هذا العمل، مشيرة إلى أن أمي يعد من أصعب الأدوار التي خاضتها خلال مسيرتها الفنية. وأكدت أن الشخصية تطلبت منها الكثير من التهيئة النفسية لفهم التناقضات التي تمر بها الأم البديلة، والتي تواجه صراعًا داخليًا بين الواجب الأخلاقي والمساءلة القانونية.

أبعاد إخراجية وموسيقية داعمة للدراما

تميّز الإخراج في مسلسل أمي بالبساطة التي تخدم العاطفة. فقد تم استخدام الألوان البصرية بعناية لتجسيد المشاعر المتضاربة، فالمشاهد التي تتواجد فيها الطفلة بسمة داخل بيتها الحقيقي طغت عليها الألوان الباردة والداكنة، بينما مشاهدها مع المعلمة مريم كانت دافئة وأكثر إشراقًا، في محاولة فنية لإيصال الفارق الكبير بين الخوف والطمأنينة.

كما كانت الموسيقى التصويرية هادئة ولكن مؤثرة، ولم تطغَ على المشاهد، بل رافقتها لتعميق الحالة الإنسانية التي ينقلها العمل إلى المشاهد.

رسائل اجتماعية تتجاوز الشاشة

يحمل مسلسل أمي رسائل واضحة تتعلق بحماية الطفولة، وضرورة تدخل المدرسة والمؤسسات التعليمية حين تظهر مؤشرات الإهمال أو العنف. ويطرح العمل تساؤلات عميقة، هل من المقبول أن تخرق القوانين لحماية طفل؟ وهل المشاعر تكفي لتبرير القرارات الصعبة؟

المسلسل لا يعطي إجابات مباشرة، لكنه يضع المجتمع أمام مسؤولياته، ويحفز النقاش حول أولويات العدالة والرحمة في آنٍ واحد.

نجاح جماهيري على مواقع التواصل الاجتماعي

منذ عرض الحلقات الأولى، تصدر المسلسل منصات التواصل الاجتماعي في السعودية والخليج، واحتل هاشتاغ مسلسل أمي مراتب متقدمة على منصة إكس. وأبدى الجمهور تأثرًا كبيرًا بأداء الطفلة ترف العبيدي، التي اعتبرها البعض اكتشاف الموسم، إلى جانب إشادة موسعة بأداء زهرة عرفات، التي وصفها البعض بالأم الحقيقية على الشاشة.

وكتب أحد المتابعين أن مشهد حضن مريم لبسمة هزّه من الداخل، فيما قال آخر إن زهرة عرفات تُبدع في كل دور، لكن في أمي وصلت إلى ذروة نضجها الفني.

زهرة عرفات: الشعر الأبيض لا يخجلني والتنمر لا يهز ثقتي

في سياق لقائها مع برنامج تفاعلكم، فتحت الفنانة زهرة عرفات قلبها للحديث عن مواضيع شخصية ومهنية، من بينها تقبلها لظهور الشعر الأبيض، مؤكدة أنها لا ترى فيه ما يقلل من جمالها، بل تعتبره علامة على النضج والتجربة.

وتطرقت زهرة عرفات إلى تعرضها للتنمر الإلكتروني، مشيرة إلى أن الشهرة لا تحصن الفنان من التعليقات السلبية، لكنها تعلمت التعامل معها بالتركيز على المحبة والدعم، لا على الكراهية. وأضافت أن الفن، بنظرها، يجب أن يكون منصة توعية وقوة ناعمة لتغيير المجتمع نحو الأفضل.