ما هو نجم سهيل؟
دلالات ظهور نجم سهيل
أهمية نجم سهيل
قصة نجم سهيل في الموروث الشعبي
تفسير رؤية نجم سهيل في المنام
اهتم العرب قديماً بظهور نجم سهيل فقد كان يبشر بانكسار الحر وبداية موسم المطر والزراعة والسفر والصيد. سنتعرف في هذه المقالة على جميع المعلومات المتعلقة بمميزات نجم سهيل ومدته وأهميته لدى العرب والفلكيين.
ما هو نجم سهيل؟
نجم سهيل باسم Canopus هو ثاني ألمع النجوم في السماء بعد الشعرى اليمانية، ويتموضع في كوكبة القاعدة الجنوبية، ويبعد عن الأرض نحو 310 سنوات ضوئية. إذ يُستخدم أحياناً كمرجع لتوجيه المركبات الفضائية بفضل موقعه الزاوي البعيد عن الشمس وتفاوت لمعانه مقارنة بالأجرام السماوية المجاورة. ويعود اهتمام العرب بهذا النجم إلى آلاف السنين، حيث شكل علامة فلكية مهمة مرتبطة بالزمن والمواسم وتغيرات الطبيعة. [1]
ويفوق حجم نجم السهيل حجم الشمس بنحو 71 مرة، أي أنه لو وضعنا الشمس بجانبه لبدت صغيرة جداً، وقطره يُقدّر بحوالي 65 مليون كيلومتر تقريباً، إلا أن كثافته أقل بكثير من كثافة الشمس، ما يجعله نجماً عملاقاً منخفض الكثافة.
يُرصد نجم سهيل أولًا في المناطق الجنوبية قبل أن يُشاهد في الشمالية، حيث يظهر في اليمن خلال الثلث الأول من شهر أغسطس، ثم يُرى في ظفار وعسير في الثلث الثاني منه، يليه ظهوره في وسط الجزيرة العربية في الثلث الأخير من الشهر ذاته، بينما لا يُشاهد في شمال الجزيرة العربية وبادية العراق وبلاد الشام إلا مع بداية الثلث الأول من شهر سبتمبر.
ينقسم نجم سهيل إلى 4 منازل فلكية، تبدأ بالطرفة ومدتها 13 يوماً، وتُعد آخر نجوم فصل الصيف، حيث يبدأ الليل بالاعتدال بينما تبقى الحرارة قائمة خلال النهار.
تليها الجبهة، وتمتد أيضًا لـ13 يوماً، وهي أول نجوم فصل الخريف، ويبدأ فيها تحسن الطقس نهاراً ويبرد الجو ليلاً. ثم تأتي الزبرة، وتستمر 13 يوماً، وتزداد خلالها برودة الليل بشكل ملحوظ. أما آخر منازل سهيل فهي الصرفة، ومدتها 13 يوماً، وسُميت بهذا الاسم لانصراف الحر عند طلوعها، إيذاناً ببدء البرودة الواضحة في الأجواء.
دلالات ظهور نجم سهيل
يظهر نجم سهيل في الجزيرة العربية ابتداءً من 24 أغسطس تقريباً كل عام، ويستمر ظهوره 52 يوماً. ومن العلامات المصاحبة لظهور نجم سهيل تراجع زاوية سقوط أشعة الشمس، حيث تبدأ أشعة الشمس بالميل، ويقصر النهار تدريجياً، بينما يشتد برودة الليل في أواخره. كما تميل الشمس نحو الجنوب بعد أن كانت شبه عمودية في بداية الصيف، ولهذا كان العرب قديماً يتفاءلون بطلوع نجم سهيل، إذ يعدّ ظهوره بشارة بانكسار الحرّ واقتراب اعتدال الأجواء. [2]
أهمية نجم سهيل
تكمن أهمية نجم سهيل في كونه مرشداً زمنياً وطبيعياً، فالفلكيون العرب استخدموه كمرجع لتقسيم السنة إلى فصول، وحددوا بناءً عليه أوقات الزراعة والسفر والصيد. كما أن ظهوره كان يُعد عند البدو دلالة على اقتراب موسم الأمطار؛ إذ إن ظهوره في أواخر أغسطس يبشر بانكسار شدة الحر، وانخفاض درجات الحرارة تدريجياً، تزامناً مع هبوب الرياح الموسمية وتغير في حركة النجوم. لذلك، يُعتبر ظهوره نقطة تحول بين فصول السنة، ويعتمد عليه المزارعون والصيادون في تحديد مواسمهم.
شاهدي أيضاً: كيف أعرف خريطتي الفلكية
قصة نجم سهيل في الموروث الشعبي
يحفل التراث العربي بقصص وأساطير عن نجم سهيل. فيقال إنه كان نجماً عاشقاً للشعرى اليمانية، فشق طريقه عبر السماء ليكون قريبًا منها، مما جعله يظهر في السماء الجنوبية. وتُروى حكايات أنه نجم محب للخير، لا يظهر إلا ليبشّر الناس بنهاية الحر وعودة المطر. وهناك أسطورة تقول بأن نجم سهيل قد قتل نعشا، وكان لنعش سبع بنات حسان بنات نعش، وهن النجوم التي تشكل شكل الدب الأكبر، فحزِّنّ على مقتل أبيهن.
وأقسمن ألا يدفن جثته إلا بعد أن يدركن سهيلا ويأخذن بثأر أبيهن، فهرب سهيل إلى الجنوب الشرقي، فقررت البنات مطاردته، فحملت أربع منهن جثمان أبيهن، بينما سارت الثلاث الأخريات خلف النعش، وكانت إحداهن حاملا، والأخرى برفقة طفل صغير، وثالثتهن عرجاء تمشي الهوينا. وظل سهيل هو النجم الهارب إلى الجنوب والذي يظهر لعدة أشهر ويعود ليختفي عن الأنظار!
وفي أسطورة أخرى أن سهيل اختطف الجوزاء، وعبر بها النهر (درب التبانة)، ولأن لديه أختان هما الشعريان الشعرى اليمانية والشعرى الشامية، فقد أراد قوم الجوزاء الانتقام منهما فهربتا، واستطاعت الشعرى الأولى عبور النهر واستقرت في الجنوب جهة اليمن (الشعرى اليمانية)، أما الأخرى فما استطاعت العبور وظلت في الشمال (في الشام) تبكي حتى اغمصت عيناها، لذلك تسمى بالشعرى الغميصاء.
أما في الشعر العربي القديم، فارتبط سهيل بالحكمة والوقار، وكان ظهوره مصدر إلهام للشعراء في وصف التغيير والرجاء. وقديماً كان يُقال من طلع سهيل لا تأمن السيل، في إشارة إلى قدوم الأمطار وتغير الطقس بعد ظهوره.
تفسير رؤية نجم سهيل في المنام
من رأى في منامه نجم سهيل، فذلك يدل على انفراج همومه وتيسير أموره خاصة إذا كان لامعاً وواضحاً في السماء. وقد يشير أيضاً إلى الهداية، والتقدم في طريق صعب، أو حتى السفر الناجح. أما إذا كان النجم محاطاً بالنجوم الأخرى أو ظهر مع القمر، فقد يدل الحلم على زيادة الفهم والعلم.
يبقى نجم سهيل أكثر من مجرد نقطة مضيئة في السماء، فهو رمز للتجدد والتغيير، كأنما هو رسول الفصول ومبعوث الخير في ليالي الصحراء الهادئة. وظل نجم سهيل نجماً ذا أهمية بالغة في عصرنا الحالي منذ العصور القديمة، باعتباره نجماً رئيسياً للملاحة.
موضوعات ذات صلة:
شاهدي أيضاً: كل ما تحتاج معرفته عن نجم العيوق
شاهدي أيضاً: السماك الرامح: النجم الذي أضاء تاريخ الثقافات القديمة
شاهدي أيضاً: أبراجنا الفلكية تحدد نظرتنا إلى الرياضة
شاهدي أيضاً: أكثر الأبراج غباء بحسب علم الفلك
-
↑“مقال “سهيل: ثاني ألمع نجم في السماء وأسطورة في تاريخ الملاحة والفلك””
،
منشور على موقع britannica.com -
↑“مقال “السهيل: النجم الساطع الذي لا يعرفه الكثيرون رغم أنه الثاني بعد الشعرى””
،
منشور على موقع earthsky.org