شهد محيط السفارة المصرية في لبنان اليوم الإثنين، مواجهات بين عشرات المتظاهرين المطالبين بفتح معبر رفح الحدودي، والقوى الأمنية المكلفة بحماية السفارة.
وحمل عشرات الطلاب الجامعيين الأعلام الفلسطينية، مطالبين الحكومة المصرية بفتح المعبر للسماح بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة المحاصر.
وحاول عدد من المحتجين التقدم نحو السفارة لإيصال مطالبهم إليها، لكن القوى الأمنية كانت قد أغلقت منذ الصباح كل الطرقات المؤدية إلى المبنى.
وقال باسم الجوني، أحد الطلاب المتظاهرين: “لم نرتكب أي اعتداء، لكنهم اعتدوا علينا. هذه هي الأدوات التي تستخدمها الأنظمة المطبعة، الأنظمة القمعية والرجعية لاعتقال المتضامنين مع غزة. نريد أن نوصل رسالة: لا القمع ولا الضرب ولا السجن ولا القتل سيوقفنا. هناك شباب يضعون حياتهم على المحك ويقاتلون. نحن معهم حتى الموت، ونضحي بأرواحنا من أجل فلسطين.”
وهذه هي المرة الثانية في أقل من أسبوع التي يتظاهر فيها الطلاب في بيروت أمام السفارة المصرية، منتقدين مصر لعدم قيامها بما يكفي من أجل الفلسطينيين في غزة.
حيث رفضت مصر على مدار 20 يوماً التنسيق مع إسرائيل في دخول المساعدات من معبر رفح، جراء ما وصفته مصادر مصرية “بالتصعيد الإسرائيلي في رفح الفلسطينية ما أسفر عن تدهور الأوضاع الإنسانية”.
وتتمسك بضرورة انسحاب القوات الإسرائيلية أولًا من الجانب الفلسطيني من معبر رفح، وتسليم إدارته لجهة فلسطينية، قبل أن يتم استعادة جهود إدخال المساعدات عبره.
ويجري حالياً إدخال نحو 200 شاحنة مساعدات، منها 4 شاحنات وقود، إلى غزة، عبر معبر كرم أبو سالم، وفقًا للاتفاق الذي جرى بين الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الجمعة.
وقالت الرئاسة المصرية إن السيسي وبايدن اتفقا على دفع كميات من المساعدات الإنسانية والوقود، لتسليمها إلى الأمم المتحدة في معبر كرم أبو سالم “بصورة مؤقتة”، لحين التوصل إلى آلية قانونية لإعادة تشغيل معبر رفح من الجانب الفلسطيني.
وفي تطور لافت يوم أمس الإثنين، أكد الجيشان المصري والإسرائيلي وقوع تبادل إطلاق نار، عند الحدود الفاصلة بمنطقة معبر رفح، في حادثة نادرة أثارت تساؤلات بشأن تأثيراتها وتداعياتها، خاصة بعد تأكد مقتل جندي مصري وإصابة آخرين في الحادثة.