بقلم: يورونيوز
نشرت في
وقف مودي على مدرج المطار في نيودلهي مرحّبًا بالضيف الروسي بعناق دافئ واستقبال شخصي نادر، في إشارة واضحة إلى أهمية علاقة صمدت قرابة ثمانية عقود رغم التحولات الجيوسياسية.
امتد السجّاد الأحمر فيما صعد الزعيمان إلى السيارة نفسها، في مشهد ذكّر بجولتهما المشتركة في مدينة “تيانجين” الصينية قبل ثلاثة أشهر بعد قمة منظمة شنغهاي للتعاون. وبعد دقائق من وصوله، استضاف مودي بوتين على عشاء خاص.
وكتب مودي في منشور على منصة X، باللغتين الإنجليزية والروسية: “سعيد بترحيب صديقي الرئيس بوتين في الهند. أتطلع إلى محادثاتنا هذا المساء وغدًا. صداقة الهند وروسيا صداقة راسخة عبر الزمن وقد أفادت شعبينا كثيرًا”.
وتُعدّ هذه الزيارة تمهيدًا لقمة الهند–روسيا في السنوية الثالثة والعشرين يوم الجمعة، وهي قمة تتابعها العواصم الغربية عن كثب بينما يسعى البلدان لبلورة مقاربة مشتركة في ظلّ مناخ عالمي متوتر، ومساعٍ متعثرة لوقف الحرب في أوكرانيا.
ملفات الدفاع والطاقة والتجارة
صباح الجمعة، سيكون بوتين على موعد مع استقبال رسمي في قصر الرئاسة راشتراباتي بهون، قبل وضع إكليل من الزهور في راجغات، ثم التوجه إلى هايدراباد هاوس لإجراء محادثات رسمية خلال غداء عمل.
وسيكون التعاون الدفاعي في صلب المناقشات، إذ يُنتظر الإعلان عن حزمة اتفاقيات وخارطة طريق اقتصادية، بعد مباحثات موسّعة جرت قبل ساعات بين وزيري دفاع البلدين تناولت خطط الهند لشراء منظومات صواريخ S-400 إضافية، وهي منظومات كان لها دور حاسم في عملية “سيندوور”، إضافة إلى معدات عسكرية أخرى مثل مقاتلة الجيل الخامس Su-57، واتفاقات حول الدعم اللوجستي وتنقّل العمال الهنود إلى روسيا.
وستحضر ملفات التجارة والطاقة بقوة، في ظلّ سعي الهند لمعالجة عجز تجاري متضخم بلغ 65 مليار دولار واردات من روسيا مقابل 5 مليارات فقط صادرات، والتعامل مع تداعيات الرسوم والعقوبات الأمريكية الأخيرة على شراء النفط الروسي.
وقد طرحت موسكو تخفيضات إضافية على أسعار النفط بعد تراجع مشتريات الهند في الأسابيع الماضية، فيما ستُناقش ملفات التعاون في مجالات الأسمدة والمفاعلات الصغيرة المعيارية، إلى جانب اتفاق تجارة حرّة مقترح مع الاتحاد الاقتصادي الأوراسي.
واشنطن تخفف العقوبات
في موازاة ذلك، تتواصل الضغوط على الشركات العالمية التي تتعامل مع كيانات روسية، إذ تواجه خطر التعرض لعقوبات ثانوية تمنعها من التعامل مع البنوك والتجار وشركات النقل والتأمين الأمريكية.
ورغم القيود، أعلنت واشنطن الخميس تعليق بعض العقوبات المفروضة على شركة النفط الروسية العملاقة “لوك أويل”، بما يسمح لمحطات الوقود التابعة لها خارج روسيا بمواصلة العمل حتى 29 نيسان/أبريل 2026، شرط عدم تحويل العائدات إلى روسيا.
وجاء الإعلان بعد يومين من اجتماع في موسكو بين بوتين والمبعوث الرئاسي الأمريكي ستيف ويتكوف، في إطار مساعٍ أمريكية للتوصل إلى تسوية للحرب في أوكرانيا.

