رهن بشار الأسد في ظهوره الأخير أمس الخميس مصير المنطقة بمصيره معتبرا أن جميع قوى المعارضة إرهابية وأن تركيا هي داعمة للإرهاب.
وقال الأسد خلال لقائه بالرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في كلمة بدت أقرب إلى مطالعة يقدمها لرئيسي منها إلى مؤتمر صحفي مزعوم، إن المخاض العالمي والإقليمي بحاجة للتمسك بالسيادة والثوابت لا تقديم المزيد من التنازلات تحت عنوان الإنحناء للعاصفة، في إشارة إلى ما حدث في اجتماع عمّان الخماسي قبل زيارة رئيسي بأيام وعدم الاستجابه لمطالب الدول العربية.
ضحكة وابتسامة عريضة
واستهل بشار الأسد مطالعته بضحكة مفاجئة لتظهر الكاميرا بعد لحظات أنها رد على ابتسامة عريضة لوزير خارجية إيران حسين عبد اللهيان الجالس أمامهما على المنصة، تعبّر عن رضا إيراني واضح لما يفعله بشار الأسد.
وفي معرض حديثة عن تحسن العلاقات بين إيران والمملكة العربية السعودية، ربط بشار الأسد بشكل مباشر مصير دول المنطقة بمصيره، حين قال: “إن دول وشعوب المنطقة تربح سوية وتخسر سوية”.
وتابع بشار الأسد :” إن الكيان الصهيوني لا يحيا إلا على الدماء والموت”، واصفا إياه بالشاذ والمسخ، متناسيا أن ميليشياته قتلت وهجرت نصف السوريين وهدمت براميله المتفجرة معظم حواضر البلاد.
التطبيع مع تركيا
وفيما يتعلق بمسار التطبيع مع تركيا، جدد بشار الأسد وصف تركيا بالدوله المحتلة والداعمة للإرهاب، واصفا قوى المعارضة بالمجموعات الإرهابية.
وذكر في هذا الصدد أنه أخبر الرئيس الإيراني بعد شكره على رعايتهم للقاءات موسكو مع روسيا، وأن لاعودة لأي علاقات طبيعية مع تركية دون انهاء احتلالها ووقف دعم المجموعات الإرهابية، في إشارة لقوى المعارضة.
وفي كل مطالعته السياسية لم يأت بشار الأسد على ذكر أي كلمة تتعلق بالحل السياسي أو بالقرار 2254 أو عودة اللاجئين أو مبادرة الحل العربي الأخيرة بقيادة المملكة السعودية والأردن.
وكان رئيس النظام الإيراني وصل الأربعاء إلى دمشق، وذلك في أول زيارة لرئيس إيراني لسوريا منذ انطلاق الثورة السورية عام 2011
وتأتي زيارة رئيسي لسوريا في وقت تعيد دول عربية تطبيع العلاقات مع نظام أسد، بما في ذلك السعودية التي تعيد بناء علاقاتها مع إيران بعد توتر استمر سنوات.
وخلال الزيارة أعطى بشار الأسد لإيران امتيازات اقتصادية، حيث وقع معها على خمس عشرة اتفاقية اقتصادية في مجالات النقل والصناعة والإسكان والزراعة والنفط والسياحة والمناطق الحرة وغيرها.
واعتبر مراقبون أن هذه الاتفاقيات تأتي في سياق طبيعي اعتمده بشار الأسد في بيع سوريا لإيران وروسيا، خاصة في ظل نشر صحيفة كيهان الإيرانية المحسوبة على التيار الحاكم في إيران خبرا متزامنا مع الزيارة بأن هناك 30 مليار دولار كديون لإيران على نظام بشار الأسد، في إشارة إلى أن هذه الاتفاقات هي عمليات وفاء دين وبيع بلا مقابل.