نشرت في •آخر تحديث
تعقد جامعة الدول العربية، اليوم الثلاثاء، قمة في القاهرة ردًا على مقترح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالسيطرة على قطاع غزة الذي دمرته الحرب وتهجير جميع الفلسطينيين إلى الأردن ومصر، بغية الاستثمار فيه وتحويله إلى وجهة سياحية.
وفي سابقة نادرة، أجمع القادة العرب على رفض مقترح التهجير، على الأقل علانية، فيبرز المقترح المصري كبديل عن “ريفييرا الشرق الأوسط” الخاصة بترامب، لكن يبدو أن القاهرة تتبنى فيه نهجًا مختلفًا، إذ تسعى إلى إقصاء حماس.
وكان وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي قد أعلن يوم الأحد عن جهوزية خطة مصر لإعادة الإعمار وعدم تهجير الفلسطينيين، مشيرًا إلى أنها ستعرض يوم الثلاثاء.
وقال عبد العاطي إن مصر ستسعى للحصول على دعم وتمويل دوليين للخطة، وشدد على الدور الأوروبي المحوري، خاصة في تمويل إعادة إعمار غزة.
وأضاف في مؤتمر صحفي مع مفوضة الاتحاد الأوروبي للبحر الأبيض المتوسط، دوبرافكا سويكا: “سنجري محادثات مكثفة مع الدول المانحة الرئيسية بمجرد اعتماد الخطة في القمة العربية المقبلة”.
من سيحضر القمة؟
وقد بدأ توافد القادة العرب إلى العاصمة المصرية منذ يوم الإثنين للمشاركة في القمة الطارئة، إذ وصل رئيس العراق عبد اللطيف رشيد، ونظيره الفلسطيني محمود عباس، والموريتاني محمد ولو الغزاوني، واللبناني جوزاف عون، بالإضافة إلى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة، وولي العهد الكويتي صباح خالد الحمد الصباح .
ومن المقرر أن يلقي عباس كلمة أمام القمة حيال آخر التطورات في فلسطين، إلى جانب لقائه بعدد من الساسة العرب على هامش القمة.
ولأول مرة، يحضر الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع اجتماعًا لجامعة الدول العربية، برفقة وزير خارجيته أسعد شيباني، الذي وصل أمس وحضر الاجتماع الخاص بوزراء الخارجية.
ويمثّل حضور الشرع فرصة لاستعادة دور سوريا على الساحة العربية. إذ كانت الجامعة قد جمدت عضوية سوريا بشار الأسد في أواخر عام 2011، قبل أن يعود ويستعيد كرسيه في الجامعة عام 2023، قبل أشهر من سقوطه.
في هذا السياق، قالت مصادر عربية إن الشرع سيلتقي بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي على هامش القمة.
في المقابل، اعتذر كل من الرئيس التونسي قيس سعيد والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون عن الحضور، وقررا إرسال وزيري خارجيتهما محمد النفطي وأحمد عطاف لتمثيل بلادهما.
ونقلت وكالة الأنباء الجزائرية عن مصدر قوله إن تخلّف تبون عن الحضور يأتي على خلفية “الاختلالات والنقائص التي شابت المسار التحضيري لهذه القمة”، إذ ترى الجزائر أنه جرى احتكار المسار من قبل مجموعة محدودة من الدول العربية، دون تنسيق مع الدول المجاورة المعنية بالقضية الفلسطينية.
خطة مصرية بديلة عن مقترح ترامب
ووفقًا لمسودة اطلعت عليها رويترز، فإن الخطة العربية البديلة تقضي بتهميش حماس واستبدالها بهيئات مؤقتة تسيطر عليها دول عربية وإسلامية وغربية.
وتتضمن المسودة، التي حصلت عليها رويترز، إنشاء بعثة مساعدة للحكم تتولى إدارة شؤون القطاع لفترة انتقالية غير محددة، إضافة إلى قوة استقرار دولية تتولى مسؤولية الأمن، مع إشارة صريحة إلى أن تمويل إعادة إعمار غزة لن يكون متاحًا دوليًا ما دامت حماس تحتفظ بسيطرتها السياسية والعسكرية.
وكانت وكالة “أسوشيتد برس” قد أفادت في وقت سابق من الشهر أن مصر تضع اللمسات الأخيرة على مقترح يهدف إلى إعادة البناء دون إجبار الفلسطينيين على مغادرة القطاع.
ويتركز المقترح المصري الجديد على إنشاء ثلاثة “مناطق آمنة” داخل غزة يمكن للفلسطينيين العيش فيها في البداية ريثما تقوم شركات البناء المصرية والدولية بإزالة الأنقاض وإعادة تأهيل البنية التحتية.
ووفقًا للمقترح المصري، ستشارك أكثر من عشرين شركة مصرية ودولية في جهود الإعمار، مما سيوفر عشرات الآلاف من فرص العمل لسكان غزة، وقد تستمر عملية إعادة الإعمار لمدة خمس سنوات، حسب “أسوشيتد برس”.