كل يوم، وبسبب النزاع المسلح الدائر في السودان، تلجأ عائلات سودانية إلى مصر قادمة من العاصمة الخرطوم، سالكة خلال رحلة برية عبر طريق صحراوية وعرة ومحفوفة بالمخاطر، مسافة نحو ألف كيلومتر.
في معبر القسطل الحدودي مع مصر، يملأ الوافدون السودانيون مطبوعات الوصول، أمام مكاتب الجمارك المصرية، في انتظار أن يتم التثبت من وثائقهم وحقائبهم، قبل مواصلة الرحلة حتى مدينة أسوان.
ومع دخول القتال أسبوعه الخامس (750 قتيلا) بين قائد الجيش عبد الفتاح البرهان وقائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو، تتواصل حرب المدن الفظيعة في العاصمة السودانية الخرطوم، وكان طرفا النزاع اجتمعا يوم السبت في السعودية بهدف منع كارثة إنسانية قد تحل بالسودان.
منذ منتصف الشهر الماضي شرد مئات آلاف السودانيين، إذ فر من الخرطوم وحدها نصف مليون شخص، بحسب الأمم المتحدة، في وقت جرى فيه قصف المستشفيات وتفشت أيضا أعمال النهب، فيما السكان يعانون نقص الغذاء وانقطاع التيار الكهربائي وفقدان الأدوية.
من جانبها أعلنت الأمم المتحدة أن ما يقرب من 200 ألف شخص فروا من السودان، إضافة إلى مئات آلاف آخرين نزحوا إلى أقاليم أخرى. ودفعت الهجرة الجماعية بالسودانيين إلى بلدان الجوار مثل تشاد وجنوب السودان وأثيوبيا، حيث حذرت وكالة غوث اللاجئية التابعة للأمم المتحدة أن عمليات الإغاثة تعاني فعلا من نقص كبير في التمويل.