بقلم: يورونيوز
نشرت في
وجه الادعاء العام في إسرائيل اتهاما رسميا لموظف بأحد الفنادق في البحر الميت بالتجسس لصالح طهران، بعد أن تبين أنه زوّد جهات إيرانية بصور ومعلومات حول مواقع سياحية، عبر مراسلات إلكترونية استمرت منذ أواخر عام 2024.
وبحسب ما أعلنته الشرطة وجهاز الأمن العام (الشاباك) في الدولة العبرية، فإن يوسف عين إيلي، البالغ من العمر 23 عامًا والمقيم في مدينة طبريا، كان على تواصل مع عناصر إيرانية عبر الإنترنت. وقد تلقى المشتبه به مدفوعات رقمية لقاء تزويد تلك الأطراف بمعلومات من داخل إسرائيل.
وقالت السلطات إن عين إيلي، الذي كان يعمل في فندق يطلّ على البحر الميت، زوّد مشغّليه بتفاصيل عن مكان عمله وفنادق مجاورة ومواقع سياحية في جنوب البلاد. كما كُلّف المتّهم بجمع معلومات استخباراتية عن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير وجنود في جيش الاحتلال الإسرائيلي، وعن بعض عائلات الناشطين في عالم الجريمة المنظمة لكنه لم ينفّذ تلك المهام بحسب السلطات.
وقد أظهرت التحقيقات أن المشغّلين الإيرانيين حاولوا أيضًا دفع المشتبه به إلى تنفيذ أعمال “عنف وتخريب”، مثل إلقاء قنبلة على أحد المنازل، وإشعال النيران في سيارات، وتصوير قواعد عسكرية إسرائيلية، غير أنه رفض الامتثال لهذه التعليمات.
وقد تم اعتقال المتهم في سبتمبر/ أيلول الماضي في عملية مشتركة لجهاز الشاباك ووحدة الجرائم الكبرى التابعة للشرطة، قبل أن تُقدَّم ضده لائحة اتهام رسمية أمام محكمة بئر السبع.
ووفقًا للنيابة، فإن هذه القضية ليست معزولة، بل تأتي ضمن سلسلة من قضايا التجسس الإيرانية التي تم كشفها في إسرائيل خلال العامين الأخيرين، في وقت كثّفت فيه الأجهزة الأمنية جهودها لمواجهة ما تصفه بـ”محاولات طهران تجنيد مواطنين إسرائيليين عبر الإنترنت لأغراض استخباراتية”.
ففي آخر حلقة من مسلسل الحرب الخفية بين الدولة العبرية والجمهورية الإسلامية، قضيةٌ تفجرت الشهر الماضي. إذ وجّهت السلطات إلى جندي الاحتياط ماور كرينغل (27 عامًا) وشريكه تال أمرام، تهمةُ العمل لصالح الاستخبارات الإيرانية لفترة امتدت عدة أشهر. وتشير لائحة الاتهام إلى أن العميل الإيراني المكلّف بالتواصل مع كرينغل عرض عليه مبلغ 100 ألف شيكل (نحو 30 ألف دولار) مقابل اغتيال قائد الفرقة العسكرية التي يعمل بها المشتبه به، لكن الأخير لم ينفّذ الطلب.
وأشارت التحقيقات إلى أن معظم عمليات التجنيد الإيرانية تتم عبر تطبيق “تلغرام”، حيث يبدأ التواصل من خلال تكليف الشخص بمهام بسيطة مثل إرسال صور أو معلومات عامة، قبل أن تتطور تدريجيًا إلى حساسة تتعلّق بالأمن القومي أو التخطيط لهجمات.
ومع ازدياد عدد الموقوفين في قضايا مشابهة، أعلنت السلطات الإسرائيلية عن افتتاح قسم خاص في سجن “دامون” بمدينة حيفا يودع فيه متهمون بالتجسس لصالح إيران.
وقد حذّرت الشرطة وجهاز الشاباك المواطنين من خطر التواصل مع جهات أجنبية أو أطراف مجهولة، مؤكدة أن “الأجهزة الأمنية ستواصل العمل بحزم مع كل من يتعاون مع جهات معادية وتقديمه إلى العدالة”.

