دعا الرئيس السوري الانتقالي أحمد شرع، يوم الأحد، إلى تعزيز الوحدة الوطنية والسلام الداخلي، وذلك بعد مقتل مئات المدنيين في أعمال عنف اجتاحت المناطق الساحلية خلال الأيام الماضية، في أخطر تصعيد تشهده البلاد منذ الإطاحة بنظام بشار الأسد.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، أن أكثر من 1,000 شخص لقوا حتفهم خلال يومين من الاشتباكات العنيفة في المنطقة الساحلية.
وفي كلمة ألقاها من مسجد في حي المزة بدمشق، حيث نشأ، قال الشرع:”علينا الحفاظ على الوحدة الوطنية والسلام الداخلي، يمكننا العيش معًا. اطمئنوا بشأن سوريا، هذه البلاد تمتلك مقومات البقاء والعزة والكرامة”.
وأشار إلى أن “ما يحدث حاليًا في سوريا هو جزء من التحديات المتوقعة بعد الإطاحة بنظام الأسد”.
وقال الشرع إنه ما دامت الثورة خرجت من هذه المساجد فلا خوف على سوريا، مشيرا إلى أن الأزمة الحالية “عدّت على خير”.
هذا واتهمت السلطات جماعات مسلحة ” غير منضبطة”، جاءت لدعم قوات الأمن، بتنفيذ “إعدامات فورية” لعشرات من الشباب، بالإضافة إلى شن مداهمات مميتة على منازل في القرى والبلدات التي كانت تضم الأقلية السورية التي كانت في مواقع الحكم سابقًا.
في المقابل، تواصلت الاشتباكات طوال الليل في عدة مدن، حيث أطلقت المجموعات المسلحة الموالية للأسد النار على القوات الأمنية ونصبت كمائن للسيارات على الطرق السريعة المؤدية إلى المدن الرئيسية في المنطقة الساحلية، وفق ما أفاد به مصدر أمني سوري لوكالة “رويترز”.
وأضاف المصدر، أن الجماعات قد صعّدت من حملتها، ونفذت هجمات على منشآت عامة خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، ما زاد من حدة التوترات في المناطق المتضررة.
كما أسفرت الهجمات عن تدمير محطة كهرباء رئيسية، بالإضافة إلى تعطيل محطة ضخ مياه رئيسية وعدد من مستودعات الوقود. وعلق المصدر الأمني على ذلك: “هم الآن يحاولون خلق الفوضى، وتعطيل الحياة، وشن الهجمات على المنشآت الحيوية.”
وفي مدينة اللاذقية، تم نصب نقاط تفتيش جديدة داخل المدينة، في وقت أفاد فيه السكان بأن أصوات إطلاق النار وقذائف المدفعية كانت تسمع في أطراف المدينة الساحلية.
ومن الجدير بالذكر، أن مصادر أمنية سورية قالت إن ما لا يقل عن 200 من أفراد الأمن قُتلوا في اشتباكات مع عناصر من النظام السابق للأسد، إثر هجمات منسقة وكمائن استهدفت قواتهم يوم الخميس.