لا يكاد يمر يوم دون أن تنشر وسائل الإعلام قصة مؤثرة عن إحدى العائلات السورية المهجرة أو التي لجأت إلى الخارج هرباً من إجرام الأسد وميليشياته المسلحة، مشيدة بالصبر والمثابرة التي تقوم بها تلك العائلات لإكمال حياتها ودعم أطفالها دون مدّ يد الحاجة أو الاعتماد على ما يلقيه الآخرون من فتات المساعدات.
وفي خبر لها ذكرت وكالة الأناضول قصة المسنّة السورية “شمس العلي” 65 عاماً، التي خسرت ابنها الوحيد عام 2015 خلال قصف للتحالف على قريتها بدير الزور، تاركاً لها 6 من الأحفاد الصغار الذين لا يوجد لهم معيل غيرها، ما اضطرها للرحيل والعمل في صنع أفران الخبز اليدوية لإطعامهم وتربيتهم.
وبالرغم من السنوات الثمانية التي قضتها وهي مهجّرة لا تزال المسنّة السورية تصنع أفران الخبز اليدوية متكبدة مشقة كبيرة أثرت في صحتها ويديها اللتين أصبحتا خشنتين ومتيبستين جراء هذه المهنة الصعبة وذلك كله من أجل توفير حياة أكثر أماناً لأحفادها الأيتام.
وتضيف الجدة السورية أن صنع الأفران الطينية بات عملاً شاقاً ومرهقاً لها، حيث تقوم به في قرية الحويجة قرب تل أبيض بعد أن انتقلت من الرقة التي سكنتها لمدة 4 سنين، لافتة إلى أنها تقوم بالعمل في حديقة المنزل الذي تقيم فيه باستخدام الطريقة التي تعلمتها من والدتها.
وبينت “العلي” أنها تصنع هذه الأفران على ثلاث مراحل، حيث تقوم بالأولى بصنع الطبقة السفلية وتجفيفها وبعد اكتمال الجزء السفلي تصنع الطبقة الوسطى وتجففها أيضاً، مؤكدة أنه بعد أن يجف قليلاً تقوم بصنع الأسطح الداخلية والخارجية بمساعدة ألواح خشبية وتتم العملية في غضون ثلاثة أيام بحسب حالة الطقس.
وأردفت أنها تقوم بعجن التربة الطينية بالملح والماء والقش وهي عملية صعبة للغاية وشاقة بالنسبة لها، كما إن عمرها لا يساعدها للقيام بمثل هذا الشيء لكنها مضطرة لإعالة أحفادها الستة الذين تتراوح أعمارهم ما بين 8 و 13 عاماً، لهذا هي قادرة على صنع 5-6 أفران في شهر فقط.
“أحفادي ليس لديهم أحد سواي”
وتابعت المسنّة السورية أنها تتحمل حالياً أعباء أسرة كاملة جميعهم أيتام، وتمر في كثير من الأحيان بأوقات عصيبة، حيث تجمع الورق المقوى من المحلات على مدار العام لتدفئة أحفادها في الشتاء، ولا يوجد على سفرتهم سوى الزعتر والزيت واللبن فيما الغداء هو البرغل، مضيفة أن العيش في الشتاء أشبه بالموت.
وأكدت المرأة المنحدرة من دير الزور أنه ليس من السهل التعامل مع أحفادها الستة الأيتام بمفردها، معبرة عن قلقها على مستقبل أحفادها الصغار.