فاغنر تتوعّد بالانتقام لمقتل زعيمها.. و”نيويورك تايمز”: حُسم مصيره قبل شهرين

في مقطع لا يتجاوز 10 ثوانٍ، خرج عدة جنود من مرتزقة فاغنر بتسجيل مصور لهم يعلنون فيه نيّتهم الانتقام لمقتل زعيمهم “يفغيني بريغوجين” الذي قضى أمس بحادث تحطم طائرة خاصة كان يستقلها برفقة نائبه وآخرين شمال العاصمة الروسية موسكو.

وبحسب ما نشر ناشط أوكراني على صفحته في تويتر، فقد توعد مرتزقة فاغنر بالانتقام لمقتل قائدهم بالقول: “لقد بدأنا استعدوا لنا” دون أن يصرحوا عن هوية القاتل أو المخطط لمثل هذا العمل، مع التأكيد على أن الحادث مفتعل وليس نتيجة عطل فني للطائرة أو ما شابه.

وذكرت وكالة الصحافة الفرنسية أن الرئيسين الفرنسي والأمريكي لم يفاجئهما هذا الخبر، ولمحت إلى أنهما يتهمان بشكل ضمني الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي اعتبر في تصريح سابق أن “يفغيني” خائن وذلك عقب التمرد العسكري الذي قادته ميليشيا فاغنر حزيران الماضي.

ونقلت (أف ب) عن بايدن قوله: ليست كثيرة الأمور التي تحصل في روسيا ولا يكون بوتين وراءها، مضيفاً أنه لا يمتلك حالياً معلومات كافية حول الحادث، في حين صرحت (سفيتلانا تيخانوفسكايا) زعيمة المعارضة البيلاروسية أن بريغوجين قاتل ولن يفتقده أحد، معربة عن أملها بأن يؤدي موته لتفكيك فاغنر.

وبينت الوكالة الإخبارية أن الحادث وقع بينما كان بوتين يحتفل مع مسؤوليه بمناسبة الذكرى 80 لمعركة كورسك في الحرب العالمية الثانية، فيما تداولت وسائل التواصل الاجتماعي مقطعاً له وهو يستمتع بمراسم افتتاح حفل موسيقي في اللحظات التي كانت فيها طائرة بريغوجين تحترق.

فاغنر وإفريقيا

وكان بريغوجين قد ظهر في فيديو قبل أيام أكد فيه أنه موجود في إفريقيا ويعمل على جعل روسيا أعظم في جميع القارات بحسب زعمه، حيث بدا أنه في إحدى المناطق الصحراوية بمالي أو جمهورية إفريقيا الوسطى وظهر وهو يرتدي ملابس عسكرية ويحمل بندقية آلية.

والجدير بالذكر أن تحطم الطائرة ترافق مع إعلان عزلها للجنرال سيرغي سوروفيكين، قائد القوات الجوية الروسية وأحد أبرز ضباط الجيش، مؤكدة أن أعفي من جميع مهامه، فيما أكد محللون أن الأخير على صلة وثيقة بمرتزقة فاغنر.

وكانت طائرة “زعيم فاغنر” قد أعلن عن سقوطها أمس في منطقة تفير شمال غرب موسكو ومقتل جميع من كانوا داخلها والبالغ عددهم 9 أشخاص منهم 3 من طاقمها، فيما ذكرت وكالة إنترفاكس نقلاً عن وكالة النقل الجوي الروسية “روسافياتسيا” قولها إن الطائرة كانت متجهة إلى سانت بطرسبرغ. 

وتابعت أن الطائرة من طراز “إمبراير ليغاسي -135″ وتحطّمت بالقرب من قرية كوجينكينو في منطقة تفير، كما قتل فيها (ديمتري أوتكين) الساعد الأيمن لزعيم ميليشيا فاغنر.

مصير محسوم مسبقاً

إلى ذلك نشرت صحيفة “نيويورك تايمز” مقالاً أكدت فيه أن مصير بريغوجين حُسم قبل شهرين، ولا يوجد نقص في عدد الذين يريدونه ميتاً سواء القادة العسكريين الروس أو الضباط الأوكرانيين أو المعارضين السوريين والأفارقة الذي قتل مرتزقته أفرادهم.

ولفتت إلى أن بوتين اتخذ الخطوة الأولى في نفس يوم التمرد وإن كان بعد شهرين حيث قام بعزل قائد العمليات العسكرية السابق في أوكرانيا، سيرغي سيروفكين مضيفة أنه مهما كان سبب تحطم الطائرة، فالرسالة واضحة للمقربين والمتملقين لبوتين.