بقلم: يورونيوز
نشرت في
اعلان
نفّذ الجيش الأمريكي، فجر الجمعة، ضربة جديدة في البحر الكاريبي استهدفت قاربًا يُزعم أنّه كان يُستخدم لتهريب المخدرات. وأكدت شبكة “سي بي إس نيوز” أنّ مسؤولًا أمريكيًا تحدث عن وجود ناجين من القارب المستهدف، من دون الكشف عن عددهم أو حالتهم الصحية.
وتعدّ هذه الضربة الأحدث في سلسلة الهجمات الأمريكية في المنطقة، والتي أوقعت حتى الآن ما لا يقلّ عن 27 قتيلًا.
تعبئة فنزويلية على الحدود
أعلن الجنرال ميشيل فالاداريس، قائد العمليات الدفاعية في ولاية تاتشيرا الحدودية، عن نشر 17 ألف جندي ضمن مناورات عسكرية واسعة تهدف إلى “رفع مستوى الجهوزية القتالية”. وشهدت الولاية التي تضمّ الجسور الرئيسية الثلاثة مع كولومبيا انتشارًا مكثفًا للقوات الفنزويلية حول جسر سيمون بوليفار الرابط بين مدينتي سان أنتونيو الفنزويلية وكوكوتا الكولومبية.
وفي ولاية أمازوناس الجنوبية، أوضح الجنرال ليونيل سوجو أنّ الجيش بدأ بتنظيم قواته لحماية “المنشآت الاستراتيجية والخدمات الأساسية”، مع إشراك “الشعب المسلّح” في هذه الاستعدادات. وتأتي هذه التحركات بالتوازي مع تعزيز الدوريات والإجراءات الأمنية على طول الحدود المشتركة مع كولومبيا.
هذا التصعيد العسكري، الذي أعقب نشر واشنطن سبع سفن حربية في الكاريبي وسفينة أخرى في خليج المكسيك، يثير مخاوف من انزلاق المنطقة إلى مواجهة مباشرة، خصوصًا بعد تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي أشار إلى تفويض وكالة الاستخبارات المركزية (CIA) بتنفيذ “عمليات سرّية” ضد فنزويلا، قائلاً: “نحن نسيطر جيدًا على البحر، والآن ننظر إلى البرّ”.
اضطرابات داخلية واستقالات متلاحقة
الأزمة المتفاقمة لم تبقَ حبيسة الميدان، بل بدأت تُحدث ارتدادات سياسية وعسكرية في كلا البلدين. ففي الولايات المتحدة، أعلن الأدميرال ألفين هولسي، قائد القوات الأمريكية في أمريكا الجنوبية والوسطى، استقالته المفاجئة بعد عام واحد فقط من توليه المنصب، مكتفيًا بالقول عبر منصة “إكس” إنه سيغادر الخدمة بعد 37 عامًا في البحرية الأمريكية. وتأتي استقالته وسط موجة تغييرات طالت كبار الضباط منذ بداية الولاية الثانية لترامب.
وفي المقابل، واجهت نائبة الرئيس الفنزويلي ديلسي رودريغيز حملة اتهامات من صحف أمريكية، أبرزها “ميامي هيرالد”، زعمت دخولها وشقيقها في مفاوضات سرّية مع واشنطن للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو مقابل البقاء في السلطة. وردّت رودريغيز على “تلغرام” قائلة: “هذا كذب! إنها حرب نفسية ضد الشعب الفنزويلي، والثورة البوليفارية موحدة خلف الرئيس مادورو”، مرفقة منشورها بصورة تجمعها به.
اتهامات متبادلة وضغوط متزايدة
تتهم واشنطن مادورو بالضلوع في تهريب المخدرات وقيادة كارتيل دولي، وهي اتهامات يرفضها الأخير ويصفها بأنها “ذرائع لعدوان جديد”. وكانت وزارة العدل الأمريكية قد رفعت في آب/أغسطس قيمة المكافأة مقابل معلومات تؤدي إلى اعتقاله إلى 50 مليون دولار.
وفي تطور رمزي، حصلت زعيمة المعارضة ماريا كورينا ماتشادو الأسبوع الماضي على جائزة نوبل للسلام تقديرًا لـ”قيادتها المقاومة السلمية ضد النظام”. وأهدت ماتشادو الجائزة إلى ترامب، معتبرةً في مقابلة صحافية أنّ “وقت مادورو انتهى”، لكنها لم تستبعد “تسوية سلمية” تضمن له الخروج الآمن من الحكم.