نشرت في
•آخر تحديث
اعلان
فجرًا، استيقظ مخيم الشاطئ المكتظ غرب مدينة غزة على ضربة جديدة، إذ استهدفت غارة إسرائيلية خيامًا تأوي نازحين فلسطينيين، فخلّفت قتلى ودماءً وأوجاعًا لا تندمل.
وقد أسفرت الغارة الجوية عن مقتل ما لا يقل عن 12 شخصًا، بحسب ما أفاد به مستشفى الشفاء، الذي استقبل جثامين الضحايا. سيارات الإسعاف هرعت إلى المكان المستهدف، وسط مشهد قاسٍ: خيام مدمّرة، وأجساد ممدّدة على الأرض، وبعضها تحت الركام، وفق ما نقلته لقطات مصورة بثتها فرق الإسعاف التابعة لوزارة الصحة.
بين القتلى ثلاث نساء وثلاثة أطفال، بحسب مدير مستشفى الشفاء الدكتور محمد أبو سلمية، الذي أضاف أن 38 فلسطينيًا آخرين أُصيبوا في الغارة، بعضهم إصاباتهم حرجة.
محمد حسين، الذي فقد ابن أخيه في الهجوم، قال إن الطفل كان الناجي الوحيد من عائلته بعد أن فقد والده وجدّته وجدّه وأعمامه في غارات سابقة. “استهدفوه في الميناء. لم يفعل شيئًا. هؤلاء أطفال لا علاقة لهم بأي عمل. هذا هو وضعنا… استُشهد الطفل وهو جائع”.
حصار ومجاعة واستهدافٌ لطالبي المساعدات
في حادثة دامية أخرى، قُتل ثمانية فلسطينيين على الأقل وجُرح 118 آخرون، عندما استهدفت غارة جوية ليلية حشدًا من المدنيين كانوا ينتظرون شاحنات مساعدات في مدينة غزة، بحسب ما أعلنت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني.
وتواجه المستشفيات في القطاع ضغوطًا غير مسبوقة، إذ تستقبل مئات الحالات يوميًا، معظمها لأطفال ونساء يعانون من سوء تغذية حاد وإنهاك بدني شديد. وارتفع عدد الفلسطينيين الذين قُتلوا، منذ أيار/مايو الماضي، في مواقع تابعة لـ“مؤسسة غزة الإنسانية”، عند مراكز توزيع المساعدات التي يديرها متعاقدون أجانب تحت إشراف القوات الإسرائيلية.
وقد تحولت هذه النقاط إلى ساحات موت، بعدما أصبحت هدفًا لضربات متكررة، ما أثار موجة إدانات دولية متصاعدة بسبب ارتفاع أعداد القتلى المدنيين، بينهم عدد كبير من النساء والأطفال.
وفي بيان مشترك صدر يوم الإثنين، دعت 28 دولة، من بينها بريطانيا واليابان وعدد من الدول الأوروبية، إلى وقف فوري للحرب على غزة، في ما بدا كأوضح مؤشر على تصاعد الضغط الدولي وتزايد عزلة إسرائيل سياسيًا.
عملية برية في دير البلح
على الجانب العسكري، بدأت القوات الإسرائيلية يوم أمس الإثنين عملية برية واسعة جنوب وشرق دير البلح، في خطوة وُصفت بأنها الأضخم منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية قبل 21 شهرًا. ودفعت العملية عشرات الآلاف من المدنيين الفلسطينيين للنزوح مجددًا، وسط تحذيرات متزايدة من تفاقم أزمة الجوع.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أصدر أمرًا بإخلاء فوري لستة مربعات سكنية جنوب دير البلح، مُعلنًا عزمه العمل “بقوة كبيرة لتدمير قدرات العدو وبنيته التحتية الإرهابية”، على حد تعبيره.
وبحسب تقديرات محلية، فإن هذا القرار دفع ما بين 50 ألفًا و80 ألف مدني إلى مغادرة منازلهم باتجاه منطقة المواصي في جنوب القطاع، التي تشهد اكتظاظًا خانقًا وظروفًا إنسانية بالغة الصعوبة.