بقلم: يورونيوز
نشرت في
أعلن كاتس، اليوم الثلاثاء، تراجعه عن تصريح كان قد أدلى به في وقت سابق وقال فيه أن إسرائيل تخطط لإقامة مستوطنات في شمال قطاع غزة، وأنها لا تنوي الانسحاب من أي أراضٍ تخضع لسيطرتها في غزة أو سوريا.
وبعد ساعات، صدر بيان عن مكتبه بعد ظهر اليوم نفسه أوضح أن “تصريحات وزير الدفاع بشأن إنشاء مجموعات استيطانية في شمال غزة جاءت في سياقات أمنية بحتة”، مشيرًا إلى أن “الحكومة لا تنوي إقامة مستوطنات في قطاع غزة”.
ماذا قال كاتس سابقًا؟
قبل هذا التوضيح، كان وزير الدفاع الإسرائيلي قد صرّح بأن إسرائيل لن تنسحب بالكامل من قطاع غزة أو من سوريا، متعهدًا بإقامة مستوطنات جديدة في غزة. وجاءت هذه التصريحات خلال زيارته مستوطنة بيت إيل في الضفة الغربية المحتلة، قرب المقر الإداري للسلطة الفلسطينية في رام الله.
وخلال كلمة ألقاها، قال كاتس إن إسرائيل ستقيم مجموعات استيطانية في شمال غزة مدعومة عسكريًا تُستخدم لاحقًا لتطوير مستوطنات مدنية أكبر. وأضاف أن هذه الخطوة ستُنفّذ “بالطريقة الصحيحة وفي الوقت المناسب”، من دون تحديد موعد زمني لذلك.
وأوضح أن هذه المستوطنات ستُقام “بدلًا من المستوطنات التي أُخليت في إطار انسحاب إسرائيل من قطاع غزة عام 2005″، مضيفًا: “نحن في عمق غزة ولن نغادر غزة كلها أبدًا، لن يكون هناك شيء من هذا القبيل”.
أما في ما يتعلّق بسوريا، فقد رفض كاتس الجهود الدبلوماسية التي ترعاها الولايات المتحدة للتوصل إلى ترتيب بين إسرائيل وسوريا، قائلًا: “نحن لا نثق بأحد… لا اتفاق”، ومؤكدًا أن إسرائيل “لن تنسحب ولو مليمترًا واحدًا من سوريا”.
وكانت إسرائيل قد دخلت المنطقة العازلة في جنوب غرب سوريا في ديسمبر 2024، ثم سيطرت لاحقًا على قمة جبل الشيخ، كما نشرت القوات الإسرائيلية جنودًا ومعدات عسكرية في جنوب سوريا خارج المنطقة العازلة، بما في ذلك نقطة رصد استراتيجية على جبل الشيخ.
حماس تردّ على تصريحات كاتس
اعتبر الناطق باسم حركة حماس حازم قاسم أن إعلان كاتس يشكّل “انتهاكًا واضحًا لاتفاق وقف إطلاق النار”، ويتعارض “كليًا” مع خطة ترامب.
وقال إن هذا الخطاب يندرج ضمن خطاب اليمين المتطرف، مؤكدًا أن موقف حماس واضح ويقوم على دعم تشكيل قوات أممية تكون بمثابة حاجز بين الجيش الإسرائيلي والمدنيين الفلسطينيين في قطاع غزة.
وشدّد قاسم على أن الدور المركزي لهذه القوات يجب أن يتمثل في حفظ السلام والاستقرار، معتبرًا أن الدور الذي تطرحه إسرائيل لهذه القوات، والمتمثل في نزع السلاح، “غير منطقي”.
كما أكد أن حركة حماس التزمت بالكامل بتسليم الأسرى الأحياء والأموات وفق ما نص عليه الاتفاق، وبذلت جهدًا كبيرًا للوصول إلى الجثامين رغم الصعوبات الكبيرة.
تسارع وتيرة الاستيطان
تسارعت وتيرة بناء المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية، وهي جزء من الأراضي التي يسعى الفلسطينيون لإقامة دولتهم عليها. ويعتبر الفلسطينيون ومعظم المجتمع الدولي هذه المستوطنات غير قانونية، في حين ترفض إسرائيل هذا التوصيف، مستندة إلى ما تصفه بروابط تاريخية ودينية بالأرض.
وبحسب خطة السلام المدعومة من الولايات المتحدة والموقّعة بين إسرائيل وحركة حماس في أكتوبر، يُفترض أن ينسحب الجيش الإسرائيلي تدريجيًا وبشكل كامل من قطاع غزة، وألا تعيد إسرائيل إقامة مستوطنات مدنية فيه، إلا أن الخطة تنص في المقابل على بقاء “طوق أمني إسرائيلي” إلى حين التأكد من أن غزة باتت “آمنة بشكل كامل من أي تهديد إرهابي متجدد”.
ورغم أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كرر خلال الحرب التي استمرت عامين استبعاده إعادة إقامة مستوطنات في غزة، فإن بعض أعضاء ائتلافه من القوميين المتشددين ما زالوا يطالبون بإعادة احتلال القطاع.
وتأتي هذه المواقف قبيل اللقاء المرتقب الأسبوع المقبل في البيت الأبيض بين نتنياهو والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، والذي سيتناول خطة السلام وما يحيط بها من تعقيدات سياسية وأمنية. وكانت هذه الخطة قد أفضت إلى وقف إطلاق النار، وإلى الإفراج عن الرهائن المتبقين.
ولكن، على الرغم من وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في 10 أكتوبر، واصلت إسرائيل شن هجمات شبه يومية على غزة، إضافة إلى هدم مبانٍ في مناطق ما زالت قواتها منتشرة فيها.

