تقول صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية إن لإسرائيل معضلة إستراتيجية ولإيران كذلك. وتتمثل معضلة إسرائيل في كيفية تحقيق هدفها الرئيسي وهو القضاء على حركة المقاومة الإسلامية (حماس) دون إثارة تصعيد إقليمي. أما معضلة إيران، فهي هل ستتخلى طهران عن حماس أم ستدفع ثمن محاولة إنقاذها؟
وتقول الافتتاحية إن إسرائيل اختارت طريقا ثالثا وهو التصعيد في غزة والضفة الغربية لإنهاك حماس والقضاء عليها، وكذلك فعلت مع حزب الله الذي لم يفعل ما وعد به من تصعيد كبير ضد إسرائيل، دون أن يُثار تصعيد إقليمي.
صياغة بايدن للخيارات الإسرائيلية
وأضافت الصحيفة أن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تسعى لصياغة خيارات إسرائيل بعبارات واضحة، تتمثل في إبرام صفقة في غزة أو مواجهة التصعيد الإقليمي، وهو نفس ما تريده إيران وحزب الله، حتى إن العديد من كبار قادة المؤسسة الأمنية الإسرائيلية يريدون التخلي عن شروط رئيسية في المفاوضات، ولكن قادة إسرائيل لن يفعلوا ذلك لأنهم يرون المسألة بشكل مختلف.
وزعمت الصحيفة أن الأسبوع الماضي أثبت صحة رأي بايدن، إذ لم يكن هناك اتفاق، لأن حماس اعتبرت أن تنازلات إسرائيل غير كافية، وبالتالي تقدم حزب الله إلى الأمام بالتصعيد، ولكن إسرائيل استبقت هجومه، ثم بادرت بمنع التصعيد، حسب الصحيفة.
معضلة إيران
ورأت الصحيفة -في خضم الأحداث- أنه حتى الآن على الأقل، لا يوجد اتفاق ولا تصعيد، ويقول مسؤول إسرائيلي كبير، “لقد أثبتنا خطأهم” وإن حماس لا تريد التوصل إلى اتفاق، “لا يهم أن يطلق عليه الأميركيون نهائي أو فرصة أخيرة، فقد رفضت حماس ذلك”، فهي تريد التصعيد على جبهات أخرى لإجبار إسرائيل على الخروج من غزة.
وترى الصحيفة أن إيران تواجه الآن معضلة إستراتيجية أكثر من إسرائيل، وتتساءل هل تفضل إيران أن تخسر حماس كقوة قتالية ذات مغزى، أم تدفع ثمن تدخلها لمحاولة إنقاذها؟ مشيرة إلى أن الإسرائيليين لا يعتقدون أن إيران حريصة على معرفة العواقب التي قد تترتب على ذلك.
وذكرت وول ستريت جورنال أن القوات الأميركية جاهزة لإسقاط الصواريخ الإيرانية وربما لأكثر من ذلك، وأن إسرائيل مستعدة للرد، وهي قادرة على ضرب أي مكان في إيران.