Published On 4/9/2025
|
آخر تحديث: 13:04 (توقيت مكة)
رغم كل المخاطر والوضع الإنساني المتردي الذي يعيشه اليمن منذ نحو 10 سنوات، فإن المهاجرين يتدفقون إليه بشكل هائل من القرن الأفريقي.
وعلى قوارب الموت ينطلق مئات المهاجرين من القرن الأفريقي إلى اليمن سنويا.
بعضهم تكتب لهم النجاة، وبعضهم الآخر تبتلعهم أمواج البحر العاتية.
فهمي عثمان ذو الـ17 عاما وصل من إثيوبيا إلى عدن، حيث يعيشُ حاليا.
أما جمال خضير، فقد وصل إلى اليمن قبل 5 سنوات، وتخلى عن أحلامه بالهجرة إلى إحدى دول الخليج، واستقر به المُقام في العاصمة صنعاء.
يعمل جمال في تنظيف السيارات لإعالة أسرته المكونة من 4 أفراد، لكن كوابيس رحلته البحرية المرعبة من القرن الأفريقي إلى السواحل اليمنية، لا تزال عالقة في ذاكرته.
يقول خضير “كنا 120 شخصا في البحر. كانت الرحلة تعبا وعطشا وجوعا، لكن الحمد لله خرجنا بالسلامة. والذين كانوا في سفينة وراءنا مات الكثير منهم”
نداء دولي
وقد دعت منظمة الهجرة الدولية الأربعاء إلى تفكيك شبكات تهريب طالبي اللجوء الأفارقة إلى اليمن، وحثت على توفير خيارات هجرة آمنة.
جاء ذلك بعد فقدان مئات من المهاجرين الأفارقة قبالة سواحل اليمن وجيبوتي.
وقد وثقت المنظمة الدولية للهجرة أكثرَ من 550 حالة وفاة وإخفاء لمهاجرين أفارقة على طول الطريق الشرقي لليمن منذ مطلع العام الجاري.
وسجلت أكثر من 3400 وفاة وإخفاء في العقد الأخير، وكان الغرق سببا في وفاة 1400 مهاجر.
هذه المخاطر لم تمنع المهاجرين من ركوب البحر والسعي للوصول إلى الضفة الأخرى من القرن الأفريقي.
وفي عام 2023 تم تسجيل 97 ألف مهاجر دخلوا الأراضي اليمنية.
بينما في سنة 2024 تم تسجيل 60 ألف مهاجر دخلوا إلى الأراضي اليمنية. وفي هذه العام الجاري يتوقع أن تكون الأعداد أكثر من السنة الماضية.
أسباب تدفق المهاجرين
وعن أسباب استمرار تدفق المهاجرين القادمين من دول القرن الأفريقي إلى اليمن، رغم تردي الأوضاع الاقتصادية والمعيشية فيه، قال الباحث في الشؤون العربية والدولية حميد بن يحيى الشجني إنه يعود إلى عدة أسباب متشابكة.
وأوضح الشجني في حديثه للجزيرة نت أن اليمن كان عبر تاريخه بلدا مضيافا حتى في أوقات الشدة، مشيرا إلى أن طبيعة المجتمع اليمني وتربيته جعلته “أقل عنصرية مقارنة ببقية شعوب المنطقة”، وهو ما يشجع المهاجرين على قصد الأراضي اليمنية.
وأضاف أن انهيار مؤسسات الدولة وعدم قدرة سلطات الأمر الواقع على ضبط السواحل والمنافذ البحرية، ساهما في تسهيل دخول المهاجرين.
ولفت إلى أن هؤلاء يختارون اليمن لسهولة الوصول إليه بحرا مقارنة بدول أخرى مطلة على البحر الأحمر، كما أنهم يعتبرونه نقطة انطلاق مؤقتة قبل الانتقال لاحقا إلى دول أخرى عندما تتحسن أوضاعهم المادية والنفسية.