انطلقت بطولة كأس العرب في بيروت عام 1963 بمبادرة من الاتحاد اللبناني لكرة القدم، وبدعم من عدة دول عربية بينها تونس وسوريا والأردن والكويت. أقيمت النسخة الافتتاحية بنظام الدوري بمشاركة خمسة منتخبات، وتوجت تونس باللقب الأول، بينما حلّت سوريا ثانية ولبنان ثالثاً، ونال منجي حداد لقب الهداف.
انتقلت البطولة إلى الكويت عام 1964، حيث شهدت أول ظهور للعراق وليبيا، واحتفظت بنظام المجموعة الواحدة، ونجح العراق في إحراز لقبه الأول بفضل تألق هدافه هشام عطا. أمّا النسخة الثالثة في العراق عام 1966 فشهدت توسعاً كبيراً بمشاركة 10 منتخبات، وانتهت بتتويج العراق مجدداً بعد فوزه على سوريا في النهائي.
الانقطاع والعودة
شهدت البطولة توقفاً طويلاً بعد نسخة 1966 بسبب الحروب والأزمات الإقليمية، واستمرت الغياب نحو 19 عاماً. وفي عام 1982 جرت محاولة لإعادتها لكنها ألغيت بسبب الاجتياح الإسرائيلي للبنان.
عاد تنظيم كأس العرب عام 1985 في السعودية بمشاركة ستة منتخبات، وتوج العراق بلقبه الثالث. وتواصلت الهيمنة العراقية في نسخة 1988 في الأردن، حيث حقق لقبه الرابع على التوالي، بينما حصل أحمد راضي على لقب الهداف.
في نسخة 1992 في سوريا، ظهرت مصر بقوة وتوجت بلقبها الأول بعد فوزها على السعودية في النهائي. ثم توسعت البطولة عام 1998 في قطر بمشاركة 12 منتخباً، ونجحت السعودية في حصد اللقب. وفي نسخة 2002 في الكويت كررت السعودية الإنجاز، قبل أن تعود البطولة عام 2012 في السعودية ليفوز المغرب بلقبه الأول بعد تغلبه على ليبيا بركلات الترجيح.
تحت مظلة الفيفا – نقلة نوعية عام 2021
شهدت نسخة 2021 في قطر تحولاً كبيراً بعدما أصبحت البطولة رسمياً تحت إشراف الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا). شاركت منتخبات عدة عبر التصفيات، وأقيمت المباريات على ملاعب كأس العالم 2022 وسط حضور جماهيري قياسي وتنظيم متطور شمل استخدام تقنية VAR للمرة الأولى.
توجت الجزائر باللقب الأول في تاريخها بعد فوزها على تونس في النهائي، بينما نالت قطر المركز الثالث بفوزها على مصر. وحصل التونسي سيف الدين الجزيري على لقب الهداف، ونال الجزائري ياسين إبراهيمي جائزة أفضل لاعب.
ونظراً لنجاح النسخة، منح الفيفا قطر حق استضافة النسخ الثلاث المقبلة للبطولة أعوام 2025 و2029 و2033، على أن تُقام بنظام الدعوة وبمرونة أكبر في اختيار المنتخبات.
