كتبت – مروة الشريف : استقبلت محافظة أسيوط وفداً سياحياً رفيع المستوى على متن الرحلة الجوية الأسبوعية المنتظمة القادمة من مطار ألماظة بالقاهرة، ضمن أولى ثمار المبادرة التي أطلقتها المحافظة مؤخراً لتشغيل خط طيران داخلي يربط العاصمة بأسيوط، بهدف دعم القطاع السياحي والاستثماري وفتح آفاق جديدة أمام حركة الزوار إلى أهم نقاط مسار رحلة العائلة المقدسة في مصر، في خطوة تجسد الرؤية المصرية نحو تنشيط السياحة الدينية وتعزيز الاستثمارات في صعيد مصر تنفيذا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسي ورؤية مصر 2030.
حيث ضم الوفد نخبة من قيادات الطائفة الإنجيلية بالنيابة عن الدكتور القس أندريه زكي، رئيس الطائفة الإنجيلية بمصر، إلى جانب مجموعة من أساتذة وطلاب المعهد العالي للدراسات النوعية بأكاديمية المستقبل، في زيارة رسمية للتعرف على المقومات التاريخية والروحية الفريدة للمحافظة.
وكان في استقبال الوفد بمطار أسيوط الدولي، قيادات من إدارة السياحة والتعاون الدولي بالمحافظة، حيث وجه اللواء دكتور هشام أبو النصر، محافظ أسيوط، بتقديم كل أوجه الدعم والتسهيلات اللازمة للرحلة، تأكيداً على التزام المحافظة بتوجيهات القيادة السياسية الرامية إلى جعل السياحة أحد محركات التنمية المستدامة في الصعيد.
استهل الوفد جولته بزيارة دير الأمير تادرس الشطبي المعلق بجبل منفلوط، حيث كان في استقبالهم الأنبا ثاؤفيلس، أسقف منفلوط، الذي عبر عن تقديره لجهود المحافظ في تطوير الطرق المؤدية إلى المناطق الدينية وتوفير الخدمات اللوجستية اللازمة لراحة الزائرين، وأشاد الوفد بالتنظيم الراقي للرحلة الجوية والخدمات المجانية المقدمة على متن الطائرة، معتبرين التجربة نقلة نوعية في السياحة الداخلية الدينية في مصر.
شملت الزيارة أيضًا دير الشهيد مارمينا العجائبي بجبل أبنوب، حيث قدم الرهبان شرحاً تفصيلياً حول القيمة الأثرية والروحية للدير، الذي يعد من أهم المواقع المسيحية في الشرق الأوسط، لما يحتويه من كنائس وأبراج أثرية فريدة، وأكد أعضاء الوفد أن أسيوط تملك من المقومات ما يجعلها وجهة عالمية للباحثين عن الروحانية والتاريخ في آن واحد.
وفي محطة بالغة الأهمية ضمن الزيارة، التقى الوفد في دير المحرق بالقوصية مع سفيرة الاتحاد الأوروبي في مصر، أنجلينا رابخورست، التي كانت تزور الدير في إطار اهتمامها بمسار العائلة المقدسة كمشروع تراثي عالمي.
وخلال اللقاء، أشادت السفيرة بجهود محافظة أسيوط في تحقيق طفرة تنموية شاملة تشمل البنية التحتية، والخدمات السياحية، والمشروعات البيئية والثقافية، مؤكدة أن ما تشهده المحافظة من تطور يعكس صورة إيجابية عن مصر الحديثة القادرة على الجمع بين التاريخ والتنمية.
كما أثنت رابخورست على التعاون المثمر بين الحكومة المصرية وشركاء التنمية الأوروبيين في دعم المبادرات التي تعزز السياحة المستدامة والحفاظ على التراث الديني، معتبرة أن أسيوط تمثل نموذجًا حقيقيًا لما يمكن أن تقدمه المحافظات المصرية للعالم من تجربة فريدة في السياحة الروحية.

