كتبت – سها ممدوح : حققت شركة إيرباص الأوروبية إنجازًا تاريخيًا في سباق الطيران المدني، بعدما أصبحت طائرتها “إيه-320” (A320) الأكثر مبيعًا في العالم للمرة الأولى، متجاوزة منافستها الأميركية بوينج وسلسلة طائراتها الشهيرة “737” التي هيمنت على السوق لأكثر من خمسة عقود.
ووفقًا لبيانات الشركتين التي نقلتها وكالة الصحافة الفرنسية، بلغت تسليمات “إيرباص” من طراز A320 نحو 12,257 طائرة منذ دخولها الخدمة عام 1988، متقدمة بفارق طفيف على “بوينغ 737” التي وصلت تسليماتها إلى 12,254 طائرة منذ إطلاقها في عام 1968.
انتكاسات متتالية لبوينج
وجاء هذا التحول بعد سلسلة من الأزمات التي واجهتها “بوينج” في السنوات الأخيرة، أبرزها حادثا تحطم طائرتين من طراز “737 ماكس 8” عامي 2018 و2019، واللذان أسفرا عن مقتل 346 شخصًا، وتسببا في وقف عمليات التسليم عالميًا لمدة تجاوزت 20 شهرًا.
وتفاقمت مشاكل الشركة مع فرض هيئة الطيران الفدرالية الأميركية (FAA) في مارس/آذار 2024 قيودًا جديدة على إنتاجها، حددت بموجبها سقفًا لا يتجاوز 38 طائرة شهريًا بعد حادث جديد في طراز “ماكس 9“.
ورغم ذلك، أعلنت “بوينج” نيتها رفع معدل الإنتاج إلى 42 طائرة شهريًا بحلول نهاية عام 2025، ضمن خطة لإعادة بناء الثقة مع شركات الطيران والمستثمرين بعد سنوات من الأزمات التقنية والتنظيمية.
تفوق استراتيجي لإيرباص
في المقابل، استفادت “إيرباص” من استقرار خطوط إنتاجها وتنوع طرازاتها، ما مكّنها من تلبية الطلب المتزايد على الطائرات المتوسطة المدى بعد التعافي القوي لقطاع الطيران العالمي عقب الجائحة.
لكن الشركة الأوروبية لا تخلو من التحديات، إذ تواجه مشكلات في إمدادات المحركات لطراز “إيه-320 نيو”، ما تسبب بتأخيرات محدودة في عمليات التسليم.
تحول في موازين القوة الجوية
ويرى محللون، بحسب وكالة الصحافة الفرنسية، أن هذا الإنجاز يمثل تحولًا هيكليًا في موازين المنافسة العالمية بين أكبر صانعي الطائرات في العالم، مشيرين إلى أن تفوق “إيرباص” يعكس نجاحها في الحفاظ على استقرارها الصناعي في وقت تعاني فيه “بوينج” من تداعيات طويلة الأمد لأزماتها المتكررة.
ويُرجّح الخبراء أن يستمر الطلب القوي على الطائرات المتوسطة المدى خلال السنوات المقبلة، خاصة مع توسع شركات الطيران منخفضة التكلفة، ما يمنح “إيرباص” أفضلية استراتيجية في سوق يشهد إعادة تشكيل موازين القوة بين ضفتي الأطلسي.
إقرأ أيضاً :