انتشرت قوة مسلحة تابعة للمعارضة السورية، يوم الأحد، في قرية الحسينية جنوب شرق دمشق، في محاولة لوقف عمليات النهب التي اجتاحت مجمعاً سكنياً في المنطقة، حيث قام اللصوص، وبينهم نساء وأطفال، بسرقة محتويات الشقق السكنية وإضرام النار في بعضها.
يأتي هذا التطور بعد أسبوع من الهجوم الخاطف الذي شنته على العاصمة دمشق المعارضة المسلحة بقيادة أبو محمد الجولاني زعيم هيئة تحرير الشام النصرة سابقا، مما أجبر الرئيس السوري بشار الأسد على الفرار، منهياً خمسة عقود من حكم عائلته. ومع سيطرة المعارضة على دمشق، غادر المدينة العديد من مؤيدي الأسد، تاركين بعض المنازل خالية.
ورغم محاولات مقاتلي المعارضة تعزيز الأمن في العاصمة السورية حسب قولهم، إلا أن بعض المناطق شهدت حوادث نهب للممتلكات الخاصة وهجمات على مقرات أمنية وحكومية. ووفقاً لشهادات السكان، قام اللصوص بنهب الأثاث، والنوافذ، والطعام، الأسلاك النحاسية، وكل ما استطاعوا حمله وسرقته من الشقق السكنية في المجمع، الذي يضم منازل لضباط وجنود عسكريين سابقين.
وقال أحد السكان: “نُهبت جميع أغراضنا. منزلي الذي أملكه منذ 25 عامًا نُهب بالكامل. إن لم يكونوا ينهبون، فهم يحرقون. كما ترون، بدأوا اليوم بالأسلاك النحاسية”. وأشار إلى طفل يحمل صندوقاً يحتوي على أسلاك معدنية، محاولاً الابتعاد عن المكان.
وفي مواجهة الفوضى، أطلقت مسلحو المعارضة النار في الهواء لتفريق الحشود، وطالبت اللصوص الذين ما زالوا داخل المباني بتسليم أنفسهم. ورغم هروب بعض هؤلاء ومعهم المسروقات، تمكنت القوة من اعتقال نحو عشرة أشخاص.
وأفادت تقارير محلية بأن بعض اللصوص ألقوا قنابل يدوية داخل الشقق السكنية قبل إشعال النار فيها، مما زاد من حجم الأضرار. ويعكس هذا الحادث تحديات المعارضة في فرض السيطرة على المناطق الجديدة التي باتت تحت سلطتها، وفي محاولة منع الفوضى وحماية الممتلكات العامة والخاصة.