كتبت- دعاء سمير- وكالات: وقعت مجموعة «سافران» الفرنسية للطيران والدفاع اتفاقيات مع المغرب لإنشاء مصنع لتجميع محركات طائرات «إيرباص» وآخر لصيانتها وإصلاحها بالقرب من الدار البيضاء، وفق ما أفاد مسؤولان في المجموعة الفرنسية.
وشجع المغرب استثمارات موردي صناعة الطيران والفضاء في السنوات القليلة الماضية على أمل مواكبة نجاحه في تصنيع السيارات من خلال إنشاء مراكز تسهم في تقليص سلاسل التوريد وتبادل الخبرات.
رئيس سافران، روس ماكينيس، قال: «إن المجموعة ستستثمر 200 مليون يورو (213 مليون دولار) لبناء خط التجميع، الذي سيوفر 25% من إنتاج الشركة المرتبط بطائرات (إيرباص)، أي 350 محركا من طراز (ليب-1إيه) سنوياً»، وفق وكالة «رويترز».
أضاف ماكينيس عقب التوقيع «سيكون هذا خط التجميع الوحيد لـ(سافران) خارج فرنسا، وسيكون جاهزاً في عام 2028».
كما تشارك «سافران» في إنتاج محركات «ليب» مع شركة «جنرال إلكتريك للطيران» من خلال مشروعهما المشترك «سي إف إم إنترناشيونال».
وينافس المحرك «ليب-1إيه» ذلك الذي تنتجه شركة «برات اند ويتني» لتشغيل طائرة إيرباص «إيه 320 نيو»، بينما يُعد «ليب-1بي» المحرك الوحيد للطائرة «بوينغ 737 ماكس»، وتستخدم شركة «كوماك» الصينية الطراز الثالث «ليب-1سي» لطائرتها «سي 919».
قال الرئيس التنفيذي لمجموعة «سافران» المملوكة جزئياً للدولة، أوليفييه أندريه: «اختيار المغرب جاء لأسباب عديدة منها استقراره الاقتصادي».
وأضاف أن العاملين في مجموعة «سافران»، التي لديها بالفعل منشآت عدة في المغرب، يتمتعون بمهارات عالية مشيرا إلى أن التوسع الجديد يأتي في إطار الجهود الرامية إلى تعزيز مرونة سلسلة الإمداد الخاصة بالشركة.
قال ماكينيس إن مصنع الصيانة والإصلاح سيبدأ العمل في 2027 باستثمار إجمالي يبلغ 120 مليون يورو وقدرة إنتاجية سنوية تصل إلى 150 محركاً.
تأتي هذه الاستثمارات الجديدة في أعقاب صفقات تجارية أوسع أُبرمت بعد زيارة الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون إلى المغرب العام الماضي، في مسعى لتعزيز العلاقات بين البلدين.
وقال وزير الصناعة والتجارة المغربي رياض مزور إن استثمارات «سافران» الجديدة «تضع المغرب بين قلة من الدول القادرة على إنتاج محركات طائرات كاملة»، وعبر عن أمله في أن يجذب المصنعان الجديدان موردين آخرين.
يمتلك المغرب أحد أكثر الاقتصادات تنوعاً في إفريقيا ويُعد ثاني أكبر دولة صناعية في القارة، ويضم قطاع الطيران المغربي نحو 150 شركة يعمل بها نحو 25 ألفاً.
وارتفعت صادرات القطاع إلى 26 مليار درهم (2.8 مليار دولار) في 2024 مقارنة مع 21.8 مليار درهم في العام السابق.
كذلك أضاف مزور «المصنعان اللذان ستشيدهما (سافران) سيساعدان المغرب على زيادة صادراته في قطاع الطيران للمثلين».
وفي مسعى لتشجيع المستثمرين، يقدم المغرب حوافز تغطي ما يصل إلى 30% من الإنفاق الرأسمالي، إضافة إلى توفير أراض في مناطق صناعية متخصصة مثل منطقة «ميدبارك»، حيث ستُنشئ «سافران» المصنعين بالقرب من مطارات الدار البيضاء.
وزير الشغل المغربي يونس سكوري، أوضح: «84% من العاملين في قطاع الطيران من المستثمرين الأجانب».
بينما أشار إلى أن المغرب أنشأ 7 معاهد للتدريب المهني في قطاع الطيران ويعتزم تدريب 10 آلاف من الكفاءات الجديدة بحلول عام 2030، بما في ذلك في قطاعات التكنولوجيا المتقدمة.
وتعد شركة «بوينغ» من بين أبرز شركات الطيران العالمية التي تقود الاستثمارات في قطاع الطيران المغربي، في وقت تعمل فيه «الخطوط الملكية المغربية» على تجديد أسطولها.